فصل: الصوائف منذ ولاية المنتصر إلى آخر أيام المهتدي.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الصوائف منذ ولاية المنتصر إلى آخر أيام المهتدي.

في سنة ثمان وأربعين أيام المستعين خرج بناحية الوصل محمد بن عمر الشاربي وحكم فسرح المنتصر إسحق بن ثابت الفرغاني فأسره في عدة من أصحابه وقتلوا وصلبوا وفي هذه السنة غزا بالصائفة وأمره المنتصر بالمقام بملطية أربع سنين ويغزو في أوقات الغزو إلى أن يأتيه رأيه وكان مقيما بالثغر الشامي فدخل بلاد الروم وافتتح حصن قدورية وفي سنة تسع وأربعين غزا بالصائفة جعفر بن دينار فافتتح مطامير واستأذنه عمر بن عبد الله الأقطع في الدخول إلى بلاد الروم فأذن له فدخل في جموع من أهل ملطية ولقي ملك الروم بمرج الأسقف في خمسين ألفا فأحاطوا به وقيل في ألفين من المسلمين وخرج الروم إلى الثغور الخزرية فاستباحوها وبلغ ذلك علي ابن يحيى الأرمني وقد كان صرف عن الثغور الشامية وعقد له على أرمينية وأذربيجان فلما سمع بخبرهم نفر إليهم وقاتلهم فانهزم وقتل في أربعمائة من المسلمين وفي سنة ثلاث وخمسين أيام المعتز غزا محمد بن معاذ من ناحية ملطية فانهزم وأسر الولاة لما ولي المنتصر استوزر أحمد بن الخصيب وولى على المظالم أبا عمر أحمد بن سعيد مولى بني هاشم ثم ولي المستعين ومات طاهر بن عبد الله بخراسان فولى المستعين مكانه ابنه محمدا وولى محمد بن عبد الله على العراق وجعل إليه الحرمين والشرطة ومعاون السواد واستخلف أخاه سليمان بن عبد الله على طبرستان وتوفي بغا الكبير فولى ابنه موسى على أعماله وضاف إليه ديوان البريد وشغب أهل حمص على عاملهم وأخرجوه فبعث عليهم المستعين الفضل بن قارن أخا مازيار فقتل منهم خلقا وحمل مائة من أعيانهم إلى سامرا واستوزر المستعين أتامش بعد أن عزل أحمد بن الخصيب واستصفى بقى إلى أقريطش وعقد لأتامش على مصر والمغرب ولبغا الشرابي على حلوان وما سبذان ومهرجا بعده ثم قتل أتامش فاستوزر المستعين مكانه أبا صالح عبد الله بن محمد بن داود وعزل الفضل بن مروان عن الديوان الخراج وولاه عيسى بن فرخانشاه وولى وصيفا على الأهواز وبغا الصغير على فلسطين ثم غضب بغا على أبي صالح ففر إلى بغداد واستوزر المستعين مكانه محمد بن الفضل الجرجاني وولى ديوان الرسائل سعيد بن حميد وعزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء ونفاه إلى البصرة وولى جعفر بن محمد بن عمار البرجمي وفي خمسين عقد لجعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى المعروف بساسان على مكة ووثب أهل حمص على عاملهم الفضل بن قارن فقتلوه فسرح إليهم المستعين موسى بن بغا وحاربوه فهزمهم وأفتتحت حمص وأثخن فيهم وأحرقها وفيها وثب الشاكرية والجند بفارس بعبد الله بن إسحق فانتهبوا منزله وقتلوا محمد بن الحسن بن قارن وهرب عبد الله بن إسحق وفيها كان ظهور العلوية بنواحي طبرستان وفي سنة احدى وخمسين عقد المعتز لبغا وصيف على أعمالها ورد البريد إلى موسى بن بغا الكبير وعقد محمد بن طاهر لأبي الساج وقدم بين يديه عبد الرحمن كما قلنا وأظهر أنه إنما جاء لحرب الأعراب وتلطف لأبي أحمد حتى خالطه وقيده وبعث به إلى بغداد في سنة اثنتين وخمسين وولى المعتز الحسين بن أبي الشوارب على القضاء وبعث محمد ابن عبد الله بن طاهر أبا الساج على طريق مكة وعقد المعتز لعيسى الشيخ بن السليل الشيباني من ولد جساس بن مرة على الرملة فاستولى على فلسطين وعلى دمشق وأعمالها وقطع ما كان يحمل من الشام وكان إبراهيم بن المدبر على مصر فبعث إلى بغداد من المال بسبعمائة ألف دينار فاعترضها عيسى وأخذها وطولب بالمال فقال: الفتنة على الجند! فولاه المعتمد على أرمينية يقيم بها دعواه وبعث المعتمد إلى الشام ما جور على دمشق وأعمالها وبلغ الخبر إلى عيسى فبعث ابنه منصورا في عشرين ألف مقاتل فانهزم وقتل وسار عيسى إلى أرمينية على طريق الساحل وفيها عقد وصيف لعبد العزيز بن أبي دلف العجلي على أعمال الجبل وفي سنة ثلاث وخمسين عقد لموسى بن بغا على الجبل فسار وفي مقدمته مفلح مولى بني الساج وقاتله عبد العزيز بن أبي دلف فانهزم ولجأ إلى قلعة لهادر وملك مفلح الكرخ وأخذ أهله وعياله وفيها مات ابن عبد الله بن طاهر ببغداد وولى أخوه عبيد الله بعهده ثم بعث المعتز عن أخيه سليمان بطبرستان فولاه مكانه وكان على الموصل سليمان بن عمران الأزدي وكانت بينه وبين الأزد حروب بنواحي الموصل وفيها مات مزاحم بن خاقان بمصر وفيها ملك يعقوب الصفار سجستان وفارس وهراة وكان ابتداء دولته وولى بابكيال أحمد بن طولون على برمصر من قبله فكان ابتداء دولته ثم أقطعها المعتمد سنة سبع وخمسين ليارجوج فولى عليها أحمد بن طولون من قبله وفي سنة خمس وخمسين أيام المهتدي استولى مساور الخارجي على الموصل وفيها ظهر صاحب الزنج وكان ابتداء فتنته.